
اقترب فريق الفتح خطوة أخرى من تأمين بقائه بدوري روشن السعودي للمحترفين، مستفيدا من انتصار تاريخي لم يتحقق منذ سنوات على الشباب في الجولة الـ30 من المسابقة.
الفتح الذي كان غارقاً في منطقة الهبوط حتى الأمتار الأخيرة من الدور الأول للدوري، بات يقترب من منتصف الجدول بفضل انتفاضة تاريخية بقيادة مدربه البرتغالي جوزيه جوميز، تفوق من خلالها على بعض فرق المقدمة من حيث النقاط التي حصدها في فترة وجيزة.
وتولى جوميز تدريب الفتح في ديسمبر من العام الماضي وقبل أيام قليلة من انطلاق منافسات الجولة الرابعة عشر، حيث كان يدرك المدرب صاحب الـ 54 عاما، أن مهمته لن تكون سهلة، وهي ليست مشابهة لتجربتيه السابقتين مع التعاون والأهلي.
الفتح بدا منذ بداية الموسم فريقاً بلا هوية، ويفتقد العناصر المؤثرة في قائمته، مع وجود حالة من الاستسلام لوضعية الفريق بأنه لن يقوى عن المنافسة من أجل البقاء.
صدمة البداية
أدرك جوميز منذ الوهلة الأولى بأن الأصعب سيكون بانتظاره وأنه عليه تغيير عقلية لاعبي الفريق وإيجاد شخصية فنية في الملعب، وتفادي الهفوات القاتلة التي تتسبب دائما في الهزائم.
وجاءت صدمة البداية بالخسارة 1-2 من الوحدة، وهي واحدة من المواجهات التي كان من المفترض أن يتجنب الفتح الخسارة فيها، كون الوحدة من بين المنافسين على البقاء أيضا ومن ثم يجب الفوز عليه، أو على الأقل عدم الهزيمة أمامه.
ثم جاءت الضربة القوية بالخسارة التاريخية 0-9 أمام الهلال، في مباراة أحسن فيها الزعيم استغلال كل الفرص المتاحة، بينما دفع فريق المدرب جوميز ثمن كل الهفوات التي ارتكبها لاعبوه.
انتفاضة متأخرة
بدت الأمور مهيأة لنهاية مُحبطة بالنسبة لتجربة جوميز مع الفتح، فالرصيد النقطي لم يتحرك والشكل الفني بحاجة لعمل شاق، كما أن تسعة أهداف كافية لإفقاد الفريق ثقته بنفسه.
إلا أن المدرب الذي تولى المهمة ورصيد الفريق 6 نقاط، نجح في كسب 27 نقطة كاملة، وهو أكثر مما حصده الهلال على سبيل المثال بنفس الفترة الزمنية.
الفتح بدأ رحلة التعافي بالفوز على ضمك، ثم تحسنت النتائج تدريجيا انطلاقا من الجولة 20 وتحقيق 3 انتصارات متتالية ضد الاتفاق والعروبة والأخدود، وهي نتائج مهمة على مستوى صراع البقاء أيضا.
ومع بداية تغير موقف الفريق في صراع البقاء، وظهور بارقة أمل، اكتسب لاعبو الفتح ثقة أكبر، وبدايةً من الجولة 25 لم يعرف "النموذجي" الخسارة بتحقيق 4 انتصارات وتعادلين، منها انتصار مذهل على المتصدر الاتحاد، وخماسية تاريخية في شباك الخليج.
ماذا فعل جوميز؟
مدرب الزمالك المصري السابق، كانت لمساته واضحة على 3 محاور رئيسية، أولها الجانب الفني واستعادة لاعبيه مستواهم مثل الثنائي المغربي مراد باتنا وأمين سباعي، بالإضافة لتألق الجزائري سفيان بن دبكة.
كذلك راهن جوميز على وافد جديد وهو الأرجنتيني ماتياس فارجاس والذي توهج تهديفياً منذ قدومه، وبالنظر إلى مسجلي الأهداف في عهد المدرب البرتغالي، نجد أن القائمة تنحصر في الرباعي باتنا وسباعي وبن دبكة وفارجاس.
عمل أيضا جوميز على تحسين الوضع البدني للفريق، وهو ما اتضح بشكل جلي في مواجهات الفتح ضد الكبار على غرار الاتحاد والشباب والمنافسين الذين اعتادوا على توزيع الجهد على مدار 90 دقيقة، وانعكس ذلك على حالة التركيز التي باتت أعلى.
أيضا إكساب اللاعبين ثقة الفوز انعكست على شخصية الفريق في المباريات الأخيرة، فبالرغم من أن صراع البقاء مشتعلاً ولم يضمن الفتح البقاء بشكل نهائي، لكنه صدر الضغط لمنافسيه مثل الرائد والأخدود والوحدة، بجانب دخل أندية أخرى في دائرة الخطر مثل الفيحاء والعروبة والخلود وضمك.